ارتفاع درجة حرارة الأرض
ونظراً لأن درجة حرارة سطح الأرض هي محصلة لإتزانٍ دقيق بين مقدار ما يقع على هذا السطح من أشعة الشمس ، ومقدار ما ينعكس منها ويتشتت في الفضاء ، فإن زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو تؤدي إلى امتصاص زيادةٍ من الإشعاعات الحرارية المنعكسة من سطح الأرض والاحتفاظ بها وتؤدي بالتالي إلى ارتفاع درجة الجو عن معدلها الطبيعي 0000
وقد لا يؤدي ارتفاع درجة الحرارة ارتفاعاً بسيطاً إلى حدوث تغيرات ملموسة في أول الأمر 00 ولكن استمرار الزيادة في نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو الناتجة من الزيادة المضطردة في إحراق الوقود سيؤدي على المدى الطويل إلى ارتفاع درجة حرارة طبقات الغلاف الجوي الملاصقة للأرض بشكل ملحوظ 000لذلك فإنه من المتوقع أن ترتفع درجة حرارة الجو بمقدار درجتين أو ثلاث درجات في منتصف القرن القادم أي نحو عام 2050م 000
ومن المتوقع أن ارتفاع درجة الحرارة للجو بهذا الشكل سيؤدي إلى انصهار جزء من طبقات الجليد التي تغطي القطبين الشمالي والجنوبي للأرض وانصهار الجليد المغطي لقمم الجبال في بعض المناطق مما سيؤدي إلى ارتفاع مستوي سطح الماء في البحار والمحيطات وإلى إغراق كثير من حواف القارات بما عليها من مدن ومنشآت ففي عام 2030م يتوقع زيادة منسوب مياه المحيطات بحوالي 20سم وتصل هذه الزيادة إلى 65سم مع نهاية القرن القادم ، كما أن الشواطئ والدلتا في كثير من دول العالم سوف تغمر بالمياه كنتيجة لزيادة منسوب مياه البحار والمحيطات ، كما أن المياه الجوفية سوف تتلوث نتيجة لزحف مياه البحار وكذلك الأراضي الزراعية فكثير منها ستفقد صلاحيتها للزراعة نتيجة لزيادة الملوحة 0كما أن توزيع سقوط الأمطار سوف يختل فتعاني بعض المناطق لذلك من الجفاف بينما تعاني مناطق أخري من السيول ونتيجة لذلك فإنه سوف يتأثر الإنتاج العالمي للمحاصيل الزراعية وتحدث المجاعات ، كما أن الثروة السمكية ستتأثر لغمر الشواطي كما أن النظام البحري سوف يختل بوجه عام وبالتالي يُهدد العالم بفقدان مصدر من مصادر الطعام 0
فيمكننا أن نستخلص أن هناك زيادة مضطردة في نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو ويتسبب ذلك في زيادة درجة حرارة الجو للأرض حيث يحتفظ غلافها الجوي بحرارة تعادل الحرارة الناتجة عن تفجير 50 ألف قنبلة نووية على الأقل 0000
فقد ينتج من هذه الحرارة الرهيبة انصهار جليد القطبين وارتفاع مستوى سطح البحر بشكل كبير يؤدي إلى الإخلال بالتوازن الطبيعي وتغير التركيب الطبيعي لسطح الأرض ويسبب ذلك ضرراً بالغاً بالإنسان والمضار الناتجة عن ذلك لا يمكن إصلاحها إلى الأبد 0000
لماذا يعتبر الكربون ضاراً ؟
عندما ينبعث الكربون في الجو فإنه يؤدي إلى تكوين ثاني أكسيد الكربون وذلك بارتباطه بأكسجين الجو ، فمثلاً :
1طن من الكربون تنتج 37طن من ثاني أكسيد الكربون .
في عام 1988… مثلا :ً
5.66 مليون طن c تنتج 24 مليون طن co2 .
ثاني أكسيد الكربون co2 غير ضار بالإنسان في الغالب ، ولكنه مهدد لمستقبل البشرية بوصفة غاز الصوبة الرئيسي .
ما مقدار co2 في الجو ؟
لم يخطر للبشرية منذ – بداية استخدامها للوقود الإحفوري – بأنه مرتبط بزيادة الكربون في الجو ، مما يؤدي لزيادة نسبة co2 في الجو ، فالتغير المناخي الحاصل يرتبط ارتباطا وثيقاً بارتفاع نسبة co2 في الجو – إضافة للغازات الصوبية الأخرى –وهذا الارتفاع بات يزيد أسياً وبنسبة 3% سنوياً ، ومما يزيد الأمور تعقيداً وجود معدلان يدعمان هذه الزيادة ،وهما النمو السكاني ونمو النتاج الاقتصادي 0
ولكن اتضح منذ منتصف السبعينات بأنه – ليس في الضروري – أن تزداد نسبة الانبعاثات مع زيادة معدلي السكان والاقتصاد ،فيمكن تقسيم الأربعة عقود الماضية إلى ثلاثة حقب :
العام متوسط معدل الانبعاثات سنوياً
1950 – 1973 405 %
1973 – 1983 1 %
1983 – 1988 208 %
في 1988 307 %
نلاحظ من هذا أنه قد حصل تباطؤ في الزيادة النسبية للانبعاثات من بعد عام 1973 وهو لم يكن لأجراء حماية الجو وإنما كان لثلاثة أسباب :
1- ثلث التباطؤ يعزى إلى انخفاض كثافة استهلاك الطاقة في دول كثيرة .
2- كان استخدام الطاقة المتجددة والطاقة النووية مهما ، حيث عادل نحو 500 مليون طن في انبعاثات الكربون 0
3- معظم بقية التباطؤ نتج عن انخفاض النمو الاقتصادي – في العالم الثالث تحديداً – فقد دفعت هذه الدول ثمناً غالياً لتحقيق نسبة الانبعاثات دون أن تدري 0
ما سبب انخفاض كثافة استهلاك الطاقة ؟
انخفاض كثافة استهلاك الطاقة كان لسببين : ارتفاع أسعار النفط ،والتغيرات التي حصلت في سياسات الطاقة ، وكان هذا الانخفاض في كل من أوروبا الغربية ,أمريكا الشمالية والغابات بنسبة 25 %في كل منها ، كما أن الصين قد حسنت كفاية استخدام طاقتها الوطنية في العقد الماضي